إلَى مَنْ يَهُمّهُ الأَمْر..
في مثل هذا اليوم، الثَّالث والعشرين من تشرين الثَّاني، نوفمبر، من عام اثنين وستين وتسع مئة وألف، ميلادي، الخامس والعشرين من جمادى الآخرة، من عام اثنين وثمانين وثلاث مئة وألف، هجري، الثَّاني من برج القوس، الثَّالث عشر من نوء الغفر، التَّاسع والثَّلاثين من الوسم، وفي بيت قديم من بيوت دير الزَّور العتيقة، ولدتُ أنا محمّد حسين حدّاد.
كانت الحياة أسودَ وأبيضَ فقط، لم تكن ملوّنة كما هي اليوم، ولم تكن رماديَّة ولا ضبابيَّة ألبتة.
في مثل هذا اليوم، كنتُ هناك في استقبالِي أساعدُ أُمِّي كي تَلِدَني تحت ظل جدار عتيق، في غرفة بائسة وحيدة من بيت مستأجَر قديم، كنت أبتسمُ لها وأنا ملتصقٌ بسقف الغرفة، كوطواطٍ صغير، وأمدُّ لها يدي كي تستمدَ الشَّجاعةَ وتستبدلَ ضَعفَها وخوفَها قوةً وأمنا، حين صرختْ ثمَّ بكتْ من فرحٍ عَليْ.
: أُمِّي أنا هنا لم أكبرْ بعدُ، ومازلت أحبُّكِ أكثرَ ممَّا تتصوَّرين، وأحبُّ أبي أيضاً.
: أبي الصَّادقُ الأمين كنتُ بجانِبكَ ولم ترَنِي، ها قد كبِرتُ وأصبحتُ مثلكَ يا أبي، وعندي ما عندكَ من هَمٍّ ووَلدْ.
مازِلتُ أحبُّكَ يا أبي فابتسمْ كي تزولَ تجاعيدُ وجهكِ الجميل، واقرأ ما كتبتُ عنكَ هنا، أعلم أنَّكَ أُمِّيٌ، وأعلمُ أكثر أنَّك تقرأ أحسنَ من كثير، وتفهمُ أكثرَ من جامعيين، وأعلمُ أنَّكَ مثقفٌ كثيراً بعلم الحياة، وأنَّ شهادتَكَ العليا دكتوراه بالصَّبر.
أحبُّكَ يا أبي وأحبُّ أن أراكَ دائماً بخير.
سلامٌ على بيتنا العتيق.
سلامٌ على (عائشة) أمِّي الجميلة حين ولدتْنِي وبكتْ من فرحٍ عَليْ.
سلامٌ على (الحسين) أبي حين استقبلني مبتسماً من فرح، ودامعاً من فقرٍ مُقيمْ.
سلامٌ على (دَرْبَةِ) (أبو عابدْ).
سلامٌ على (جدُّو عبد الله) و(حبَّابَّة) غَزوةْ.
سلامٌ على خالتي (نعومة)، وعلى العجوز (دلّاوةْ).
سلامٌ على بيت (حُويِجْ)، و(رؤُّوف الجُوزَةْ).
سلامٌ على بيت (الشِّيخ عَطيِّة)، وجامع (أبو عَابدْ).
سلامٌ على بيت (أبو خضر)، وأختي بالرِّضاعة.
سلامٌ على (حَجْ أبو عبُّود) (بيَّاع القَضَامَة).
سلامٌ على (الدَّير)، وعلى (سوريَّة) الحبيبة.
{وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}.
وكلُّ عام وأنا بخير، ومَنْ أحِبُّ بخير، ومَنْ يُحِبُّنِي بخير.
***
#قالت_عائشة ط 1 / 2019
.. #محمد_حسين_حداد
#فرات_الشعر
#فوتوشعر