فرات الشعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فرات الشعر

منتدى محمّد حسين حدّاد الأدبي

بوابة الشعراء محمّد حسين حدّاد
http://www.poetsgate.com/poet_2097.html
للتواصل
hddad1962@yahoo.com
فرات الشعر  موقع محمّد حدّاد الأدبي
www.hddad.4t.com

مصحح لغوي
hddad1962@hotmail.com
موسوعة الشعر العربي محمّد حسين حدّاد
http://arabicpoems.com/home/poet_page/13471.html?ptid=1
اتصل بنا
mhddad@yahoo.com
مصحح لغوي / مراجعة وتدقيق وكتابة
 0502154008

فرات الشعر صفحة محمد حسين حداد الأدبية فيس بوك

 https://www.facebook.com/FratAlshr?ref=hl


    النقد بين التقييد ودعاة التجديد

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 109
    نقاط : 328
    تاريخ التسجيل : 15/12/2010
    العمر : 61
    الموقع : فرات الشعر

    النقد بين التقييد ودعاة التجديد Empty النقد بين التقييد ودعاة التجديد

    مُساهمة  Admin السبت مارس 12, 2011 10:18 am

    النقد بين التقييد ودعاة التجديد



    طرح الأستاذ محمد حمد الصويغ في مقاله (دعاة التجديد) المنشور في مجلة (الأدبية) العدد ثلاثون ، الصادر عن النادي الأدبي بالرياض، طرح موضوعاً حسّاساً وشائكاً تتضارب فيه الأقاويل وتتلاطم أمواجه بين الحين والحين على صفحات الجرائد والمجلات الأدبية مابين مقلّد كلاسيكي (اتباعي) وبين مجدّد حداثي (ابتداعي) كان (النقد) موضوع بحثنا هذا:
    فإذا كان النقد هو التحليل (الكشف) في الموجود الأدبي (النص) الكشف عن أبعاده وحقيقته ومعناه فإن (علم النقد) يعتبر النصّ الأدبي قائماً بذاته ومستقلاً عن مؤلفه وعن البيئة التي (خلق) فيها النصّ، فالمرحلة التاريخية الراهنة مرحلة النقد والتي تكون قد بدأت مع (كانط) في نقد العقل ?(ماركس) في نقد الاقتصاد السياسي وتكاملت وما تزال تتكامل في نقد السياسة والمجتمع والإيديولوجيا ومن ثمّ ظهور الدراسات الألسنية والبنيوية والأسلوبية والسيمولوجية (دراسة العلامات) كلّ ذلك قد أثّر في الناقد العربي نتيجة الاحتكاك الثقافي المباشر مع الغرب· أضف إلى ذلك أن الموروث النقدي العربي (التراثي القديم) قليل عند معظم النقاد (المحدثين) بَلَهْ ثقافتهم الغربية المحضة أدّى إلى بروز (النقد العربي) ومصطلحاته الكثيرة على صفحات المجلات والجرائد بدافع من التقليد الأعمى دون محاولة لإزالة هذه (القتامة) عن طريق (تمّيز) ملحوظ يقوم به هذا الناقد أو ذاك رغم بعض المحاولات الخجولة والمتناثرة هنا وهناك· ولابد من وقفة (شجاعة) ـ كما يقول (الصويّغ) في مقاله الآنف الذكر ـ كافية لإبداء مرئياتنا بشكل موضوعي لإيجاد حالة من الاستقرار النقدي للخروج من (أزمة النقد) هذا الاستقرار الذي يختصر كثيراً على القارئ (المتلّقي) العربي الذي لا يفهم معظم مصطلحات النقد الغربي سيّما وأن بعض نقادنا المعاصرين يمرّون مرور الكرام عند ذكر مصطلح ما من المصطلحات الغربية (الحديثة) ـ في حال استخدامه لها ـ دون تكليف نفسه عناء ذكر معناها أو تقريبها للقارئ في حواشي الكتاب أو المقال لذا ظهرت مدارس ومناهج عديدة في النقد ضاقت بها السطور والصدور فكان (تذبذبنا بين تبعيتنا لتلك المدارس والمناهج وبين محاولة تمّيزنا عنها) ـ الصويّغ ، الأدبية ، العدد ثلاثون ـ·
    وما دمنا في الحديث عن (أزمة النقد) والبحث فيها فلابدّ من القول بأن أزمة الموضوع والشكل في زمننا تستدعي وجود أزمة نقدية علماً أن العمل الأدبي الإبداعي في حدّ ذاته يشكّل أزمة داخلية، لذلك فإن البحث في (أزماتنا الاجتماعية) كما يقول الناقد (الصويّغ) يجب أن يكون قبل البحث في أزماتنا النقدية·· هو بحث مقارب للواقع ـ برأيي ـ ولابدّ من القيام به أثناء دراسة نص ما· فالنقد يتضمّن معنى (كانطياً) فهو يرتبط بالبحث عن إمكانية التجريد الأدبية بحثاً ليس نظرياً فقط إنما هو المعنى الذي تتكوّن التجربة الأدبية بموجبه وتكون إمكانيتها بالمعاناة وبالاحتجاج وبالإبداع· إن النقد ينتمي إلى العمل الفني (أو الأدبي) ويديمه لأن العمل لا يتقاطع مع نفسه لأنه (الممكن / المستحيل) ففيه (تأكيد ممزّق وقلق لا حدود له وفيه نزاع) فالنقد يظهر داخل العمل إلى من هم خارجه أي أنه كما يقول (بلانشو) فضاء فارغ لكنه حي ويشكّل النقد حول الأدب فضاء من نوعية جديدة "فراغ من الرنين الذي يتيح ولو للحظة للواقع الصامت غير المحدّد للعمل الأدبي إمكانية التحدّث" ـ كتاب النقد الأدبي في القرن العشرين تأليف جان إيف تادييه ترجمة د· قاسم مقداد وزارة الثقافة ـ دمشق 1993م·
    وإذا كان للنقد وظيفتان "حفظ ماضي الأدب ووصف الأدب وتفسيره" فإن الناقد (يعرف الطريق ولكنه لا يجيد القيادة) كما عرّفه أحدهم بهذا التعريف الطريف . (الناقد مؤلف عاجز) كما يقول بلزاك في كتابه (دراسة في الصحافة الباريسية) فهو "ناقد جامعي هو ذلك اللاجئ إلى مرتفعات الحي اللاتيني أو إلى أعماق مكتبة ما وهذا الناقد لكثرة ما رأى من أشياء لم يعد يهتم بالحاضر هذا الناكر المهرّج المنافق"·
    ترى هل ينطبق هذا الكلام على نقادنا المعاصرين نقادنا (الاكسبريس) المالئين الدنيا والشاغلين الصحف والمجلات؟ أجل فهم (دعاة التجديد) لكنهم (التابعون والمتتبّعون) للغرب هذه التبعية التي نجدها واضحة كما يقول الأستاذ محمّد الصويّّغ . من خلال صحفنا ومجلاتنا العربية·
    حيث نجد (نقداً استهلاكياً) يدور حول (هجاء) عمل إبداعي ما أو (مدح) عمل ما· وذلك حسب (ترمومتر) العلاقة الأدبية أو الشخصية في كثير من الأحيان مع صاحب العمل الإبداعي ومكانته الاجتماعية، السياسية، الفنية، جنسه: ذكر، أنثى···
    وهنا الطّامّة الكبرى، علماً أنّ هذا النقد (الاستهلاكي/ الصحفي) كما يقول الصويّغ لم يكن في بدايات الصحافة والنقد العربي المعاصر: "لم يكن هذا الاتجاه الاستهلاكي سائداً في أول عهدنا بالصحافة حيث كان الناقد يعمد إلى غربلة العمل الإبداعي بغض النظر عن مكانة هذا الأديب أو ذاك في مجتمعه وبغض النظر عن العلاقات الشخصية التي قد تكون قائمة بين الناقد وصاحب العمل". محمد حمد الصويّغ (دعاة التجديد) مجلة (الأدبية) / العدد ثلاثون / الصادرة عن النادي الأدبي بالرياض·
    ومن جانب آخر هناك النقد الجيّد (النقد الاحترافي) (النقد الموضوعي) الذي يمارسه (الأساتذة) الذين جانبهم النجاح في ميدان الصحافة لأنها مهنة وهي مهنة تصعب على كل النقاد· علماً أن الصحافة الأدبية تتواجد في كافة البلدان سواء على شكل ملحق لصحيفة يومية أو على شكل صفحات أسبوعية حتى إن الصحف الاقتصادية والرياضية والفنية والمالية·· تفرد صفحات خاصة للشؤون الأدبية كما تكرّس الإذاعة والتلفزة برامج أدبية ذات تأثير كبير على المتلّقين سيّما إذا كانوا من أنصاف المثقفين الذين تأخذهم بهرجة الكلمات وصرعة المصطلحات الغربية·
    وهذا يعني بطبيعة الحال كثرة (المتشدّقين) النقاد الغارقين في (بحر من الانطباعية والوصف) وأحياناً كثيرة (لا نجد أية علاقة بين ـ انطباعاته ـ وبين أية معيارية نقدية··) هذا الكلام يقودنا إلى الحديث عن العملية النقدية الجيّدة ـ التي اقترحها الصويّغ ـ حيث تقوم >على مبدأ الصراع بين النظريات إن جاز القول أي القائمة على رفض معيار وقبول معيار آخر لأن تلك العملية هي جزء لا يتجزأ من الصراعات الفكرية داخل المجتمع<· وبذلك نستطيع إبراز نقاط الاختلاف بين المدارس النقدية ومن ثم تكون هناك عملية (هدم) ـ (بناء) هدم للقديم البالي وبناء للجديد (المحدث) ـ حتى لا يكون هناك (تشوّه) نقدي كالذي يقيمه الناقد العصري (الصحفي) من حيث يدري ولا يدري·
    وحول المسألة الهامة التي أثارها (الصويّّغ) في نهاية مقاله، مسألة النقد المعاصر لأعمالنا الإبداعية والذي يدور في فلك (الذات) دوراناً لا يتقّيد بمنهج ولا يهتم بتحليل أو تعليل حيث تأثّر نقادنا المعاصرون بأبناء جلدتهم الأقدمين فساروا على نهجهم فكانت (العقدة المزاجية) في آرائهم النقدية ولم يكن الداء وليد عصرنا الحاضر!؟· أجل هي عقدة مزاجية لكن شتّان بين العقدتين فعقدة الأجداد حكمها الذوق الأدبي المعروف بأيامهم واستناداً إلى الجذور فكانت عيون الشعر والأدب·
    أمّا (عقد المعاصرين المزاجية) ورغم كثرة الأدوات النقدية القديمة والحديثة بين أيديهم فقد /خبّطوا / تلبّطوا / (تبغبغوا) بمعجم المصطلحات الغربية، الغريبة عنهم فلوّثوا بحر النقد العميق وطفت جثثهم المنفوخة نفاقاً ورياءً أدبياً على سطحه فكانت مثل نقدهم هشيماً تذروه رياح القارئ الحكيم الذي (يفكّك) العمل الإبداعي في ذهنه ويعيد تركيبه قبل أن (يُفَلْوشَه) له نقاد الصحف المعاصرون·



    محمَّد حسين حدَّاد


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 18, 2024 11:28 pm