الآنَ نَبْچيْ عَلَيْك..!
كَمْ حَمَلْتَنَا فَوْقَ ظَهْرِكَ،
فِي الصَّبَاحِ، وَفِي الْـمَسَاءْ..!
كَمْ قَفَزْنَا مِنْ فَوْقِ ظَهْرِكَ،
فِي الظَّهِيْرَةِ إِلَى الْـمَاءْ..!
كَمْ تَحَمَّلْتَ وَقعَ أَقْدَامِنَا،
حِيْنَ نَعدُوْ، وَنَدبِكُ عَلَيكْ؛
فَتُصَفِّقُ حِبَالُكَ الْفُوْلاذِيَّةُ طَرَبَاً،
وَتَفْتَحُ لَنَا ذِرَاعَيكْ..!
يَا أَنْتَ..
كَمْ اِختَبَأنَا بَيْنَ أَغصَانِ (الْغَرَبِ)؛
حِيْنَ كُنَّا نَهْرُبُ مِنْ مَدَارِسِنَا،
وَأَهَالِيْنَا،
وَمِنَّا، إِلَيْكْ..!
كَمْ تَحَمَّلْتَ صُرَاخَنَا،
- بَيْنَ دَنْكَاتِكَ الأَربَعْ -
ضَاحِكَاً، مُشَنِّفاً أُذُنَيكْ!..
وَمَا زَالَ صَدَاكَ يَرِنُّ فِيْ آذَانِنَا:
أَنَا الْجِسْرُ الْـمُعَلَّقُ، أَنَا تَوْأَمُ الْفُرَاتْ.
يَا تَوْأَمَ رُوْحِنَا،
وَبَلْسَمَ جِرَاحِنَا،
يَا تَارِيْخَنا،
يَا رَمْزَنَا،
يَا مُسْتَودَعَ ذِكْرَيَاتِنَا وَهُمُوْمِنَا،
يَا مَرتَعَ شَغَبِنَا،
يَا رِئَتَنَا،
يَا طقْسَنَا الْيَوْمِيَّ؛
يَا أَنْتَ..
كَمْ ضَحِكْتَ لَنَا، وَكَمْ عَلَيْنَا بَكَيتْ ..؟!
الآنَ نَبْچيْ عَلَيكْ..!!
...
#غرفة_العاشق_هذيان_حمى ط 1 / 2017 _ ط 2 / 2021
.. #محمد_حسين_حداد
#فرات_الشعر
#فوتوشعر