فرات الشعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فرات الشعر

منتدى محمّد حسين حدّاد الأدبي

بوابة الشعراء محمّد حسين حدّاد
http://www.poetsgate.com/poet_2097.html
للتواصل
hddad1962@yahoo.com
فرات الشعر  موقع محمّد حدّاد الأدبي
www.hddad.4t.com

مصحح لغوي
hddad1962@hotmail.com
موسوعة الشعر العربي محمّد حسين حدّاد
http://arabicpoems.com/home/poet_page/13471.html?ptid=1
اتصل بنا
mhddad@yahoo.com
مصحح لغوي / مراجعة وتدقيق وكتابة
 0502154008

فرات الشعر صفحة محمد حسين حداد الأدبية فيس بوك

 https://www.facebook.com/FratAlshr?ref=hl


    الْوَلَدُ الأشْعَثُ الأغْبَر..

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 301
    نقاط : 908
    تاريخ التسجيل : 15/12/2010
    العمر : 61
    الموقع : فُرات الشِّعر

    الْوَلَدُ الأشْعَثُ الأغْبَر.. Empty الْوَلَدُ الأشْعَثُ الأغْبَر..

    مُساهمة  Admin 2024-05-28, 1:36 pm



    الْوَلَدُ الأشْعَثُ الأغْبَر..



    "الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغْبَرْ"، حكايةٌ شِعريَّة من سبعة مَشَاهد، حين انتهيتُ من كتابتها بكيتُ بحرقة..!! لأنَّني أنا من قتلتُ "الوَلَدَ الأشْعَثَ الأغبَرْ"؛ وكان بمقدوري أن أُبقيه حيَّاً ليَحيَا مثلَ أقرانه وأجعلَه سعيداً؛ لكنَّني قتلتُه؛ نعم قتلتُه لأنَّني أُحبُّه أكثَرْ ..!!".


    الْمَشْهَدُ الأوّل

    الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغبَرْ،
    كانَ يَجْلِسُ فِي المقْعِدِ الأخِيرْ،
    وكُنْتُ أجلِسُ مَعَهْ.
    كانَ يَأخُذُ بِالرِّيَاضِيَّاتِ عَشْرَ دَرَجَاتٍ،
    وأنَا آخُذُ «أربَعَةْ».
    كانَ يَكْتُبُ اسْمَهُ بِخَطٍّ جَمِيلْ،
    وَيَرْسُمُ دَرَّاجَةً،
    ويَرْسُمُ كُرَةْ.
    ويَرفَعُ يَدَهُ أوَّلَ الحَاضِرِينْ،
    ويَحفَظُ القَصِيدَةَ كُلَّهَا.
    وأنَا مَعَهْ، أَحفَظُ
    وغَيْرُنَا يَحفَظُ أبْيَاتَاً أرْبَعَةْ..!!

    الْمَشْهَدُ الثّانِي

    الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغبَرْ،
    كانَ يُحِبُّهُ المُدَرِّسُ، والمُدِيرْ؛
    لأنَّهُ - بِسُرْعَةٍ - يَفْهَمُ الدَّرْسَ،
    ولا يُخْطِئُ فِي الإمْلاءْ،
    وكانَ شَاطِرَاً فِي مَادَّةِ التَّعبِيرْ،
    ويَحفَظُ سُورَةَ يَاسِينْ.
    الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغبَرْ،
    كانَ يُحِبُّنِيْ؛
    لأنَّنِي أهْدَيْتُهُ قَلمَاً جَدِيدَاً
    ذَاتَ مَرَّةٍ، وَمِمْحَاةْ.
    وكُنْتُ أُعِيرُهُ المِبْرَاةْ.
    وأمْنَعُ عَنْهُ الفُضُوليِّينْ،
    وأقَطَعُ لَهُ مِنْ "سَنْدَويتشَةِ" الزَّعتَرْ.

    الْمَشْهَدُ الثّالِث

    الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغبَرْ،
    حَدَّثَنِي عنْ أبيهِ، كَيْفَ مَاتَ،
    - ذَاتَ صَبَاحْ -
    وكَيْفَ صَدَمَتْهُ سَيَارَةٌ مُسْرِعَةْ.
    حِينَ كانَ يُنَظِّفُ شَوارِعَ المدِينَةِ،
    ولمْ يُحضِرْ لهُمْ في المسَاءِ
    رَبْطَةَ خُبْزٍ، وَحَبَّتِيْ بَنَدُورَةْ،
    وَصَحنَ "مْسَبَّحَةْ".
    الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغبَرْ،
    لمْ يَأخُذْ عَشْرَ دَرَجَاتٍ اليَومْ..!
    ولمْ يَكْتُبْ اسْمَهُ بِخَطٍّ جَمِيلْ..!
    ولمْ يَرسُمْ دَرَّاجَةً،
    ولمْ يَرْسُمْ كُرَةْ..!
    ولمْ يَرفَعْ يَدَهُ..!
    ولمْ يَحفَظِ القَصِيدَةَ كُلَّهَا..!
    ولمْ يَفْهَمِ الدَّرْسَ بِسُرْعَةْ..!
    وأخْطَأَ فِي الإمْلاءْ..!
    ولمْ يَكُنْ شَاطِرَاً فِي التَّعبِيرْ..!
    وَنَسِيَ سُورَةَ يَاسِينْ..!
    ولمْ يَطلُبِ المِبْرَاةْ..!
    ولمْ يَأكُلْ مَعِيْ "سَنْدَويتْشَةِ" الزَّعتَرْ..!

    الْمَشْهَدُ الرّابِع

    الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغبَرْ،
    هَمَسَ فِي أذُنِيْ:
    أُمِّيْ تَتَسَلَّلُ - ليْلاً - إلى بَيْتِ الجِيرَانْ،
    ولأنَّنِيْ أخبَرتُهَا؛
    ضَرَبَتْنِي بِقَسْوَةٍ البَارِحَةْ.
    وَهَدَّدَتْ بِمَنْعِي مِن المدرَسَةْ،
    وَطَردِيْ مِن الْبَيتِ، لأعَمَلَ مِثْلَ أبِيْ،
    وَدَعَتْ عَلَيْ..
    عَسَاهَا تَصدُمَنِي سَيَّارَةٌ مُسْرِعَةْ..!

    الْمَشْهَدُ الخَامِس

    الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغبَرْ،
    قالْ:
    بَعدَ أنْ ضَرَبَتْنِي أُمِّيْ،
    بَكَتْ، وَصَرَخَتْ فِيْ وَجْهِيْ:
    مَلَلْتُ أيَّامَ أبِيكْ،
    أيَّامَ الفَقْرِ والبَهْدَلَةْ.
    وأضَعتُ زَهْرَةَ شَبَابِي مَعَهْ.
    أُريدُ أنْ ألبَسَ فَسَاتِينَ جَدِيدَةْ،
    وأضَعَ عُطُورَاً فَاخِرَةْ.
    سَأشْتَرِي لكَ مَا تُحِبُّ..
    أقْلامَ تَلوينٍ،
                وَدَرَّاجَةً،
                         وَكُرَةْ.
    سَنَأكُلُ أطَايِبَ الطَّعَامِ..
    مِنَ "الكِيكْ"،
    و"الكَبَابْ"،
    و"الفِرَاخِ المُحَمَّرَةْ".
    وسَتَكْبَرُ لِتُصبِحَ دُكْتُوراً
    - مِثْلَ ابْنِ البِيْكْ -
    وأُفَاخِرُ بِكَ نِسَاءَ الحَيِّ،
    وأزْهُو فِي مِشْيَتِي مُتَبَختِرَةْ.

    الْمَشْهَدُ السّادِس

    الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغبَرْ،
    بَكَى قَبْلَ أنْ يُخْبِرَنِيْ:
    لنْ أعُودَ إلى البَيْتْ،
    سَأصعَدُ إلى أبِيْ،
    - لِنُحَلِّقَ مَعَاً -
    فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةْ..!!



    الْمَشْهَدُ السّابِع

    الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغبَرْ،
    - اليَومْ -
    لمْ يَأتِ إلى المدرَسَةْ..!
    ولمْ يَكُنْ أحَدٌ بِجَانِبِيْ،
    وأخَذْتُ صِفْراً بِالإمْلاءْ،
    وَشَمَمْتُ رَائِحَةَ يَدَيهِ فِي المِبْرَاةْ.
    فَبَكَيْتُ،
    ولمْ آكُلْ "سَنْدَويتْشَةَ" الزَّعتَرْ.
    وَفِي دَرْسِ التَّعبِيرْ..
    كَتَبْتُ:
    صَدِيقِي الجَمِيلُ،
    الوَلَدُ الأشْعَثُ الأغبَرْ،
    كُنْتُ أُحِبُّكَ،
    وَسَأُحِبُّكَ أكْثَرْ..!!

    ...

    📓 #لأنك_قلت_ما_بي  ط 1 / 2015
    ✍.. #محمد_حسين_حداد
    📚 #فرات_الشعر
    💌 #فوتوشعر

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-06-29, 6:46 am